سلسلة حكايات محاسبية - 1
الجميع
يحبون الفوز !
لعبة الهوكي |
عندما
كان تيد كاسل مدربا لفريق رياضة الهوكي في جامعة فيرمونت ، كان الحماس هو الذي يقود الفريق للفوز في لعبة الهوكي التي كانت تقوم بشكل أساسي على فكرة الفوز أو الخسارة. لكن في شركة راينو
لتصنيع المواد الغذائية التي تمارس نشاطها في مدينة بيرلنجتون في ولاية فيرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية كان الأمر مختلفا ، لقد لاحظ تيد أن العمال في الأقسام الانتاجية ليس لديهم ذلك
الحماس أو الحافز للعمل . و هنا خطرت على تيد فكرة أن يحول عملية تصنيع المواد
الغذائية الي ما يشبه اللعبة الرياضية مع
قواعد و استراتيجيات و كؤوس للفوز .
يعرف تيد
جيدا أنه في أي لعبة معرفة النتيجة مهم جدا . و بجعل العاملين يعرفون نتيجة عملهم
و ما الذي يحققه مشروعهم يوميا ، اسبوعيا و شهريا ، فإنه يمكنه أن يحول عملية
التصنيع الى لعبة ، كان تيد يدير نشاطا تجاريا عائليا و قوائمه المالية و أرباحه
كانت غير منشورة و محاطة ببعض السرية ، و هنا كان السؤال المطروح امام تيد ، هل
من الصواب فتح الدفاتر و نشر المعلومات بين العاملين ؟
أحد
المستشارين لتيد أعطى للفكرة مدلولا اكثر منطقية و عقلانية عندما تحدث الي تيد
قائلا : "تخيل أنك تلعب كرة القدم اللمسية (لعبة تشبه الرجبي) لمدة ساعة ، و
انا اجلس هناك مع كراس ملاحظات أسجل النتائج حتى يصفر الحكم معلنا نهاية المبارة و
عندها أقول لك : حسنا ، انتهت المباراة ! يمكنكم العودة الي بيوتكم الان! و أغلق
كراس الملاحظات و اغادر في صمت . ما هو شعورك حينها ؟ " .
بدأ تيد بالإفصاح
عن قوائمه المالية للعاملين بالشركة ، ثم بعد ذلك قام بتعليم الموظفين القواعد و
الاستراتيجيات التي تجعلهم يربحون في صناعة الأغذية . الدرس الأول : "المنافس
الأول لكم في شركة راينو للأغذية هي المصروفات ، يجب أن تقوموا بتقليصها و التحكم
فيها." . تيد و فريق العمل قاموا بتلخيص هذه الدروس في شكل درجات تقييم يومية
ممثلة في تقارير الإنتاج و قوائم الدخل و ذلك بشكل يجعل كل العاملين على معرفة و
دراية كاملة بنتائج اللعبة . في منتصف النهار يقوم تيد بوضع نتائج اليوم السابق في
مدخل قسم الإنتاج و يستطيع الجميع معرفة ما إذا كانوا قد ربحوا او خسروا أموالا
مقارنة بما قاموا بإنتاجه باليوم الذي قبله ، و بمرور اربعة أسابيع يقوم تيد بصرف
مكافأة للعاملين الذين يستحقون المكافأة وفقا لدليل الربحية المعد من الشركة .
شركة راينو ازدهرت منذ تبنيها هذه السياسة في تحفيز العاملين . معدل التوظيف زاد من 20
عاملا الي 120 عاملا، في حين أصبحت الإيرادات
و الأرباح في زيادة مستمرة و ملحوظة. لقد ساعدت القوائم المالية - و هي الناتج النهائي للنظام المحاسبي - العاملين في فهم
ماذا يحدث في النشاط الاقتصادي و ساهمت في تحفيزهم من اجل زيادة الإنتاج و تحقيق
مزيد من الأرباح و ازدهار النشاط الاقتصادي.---------------------------------------------------------------------------------------------------------
* مترجمة من كتاب :
Accounting Principles Jerry J.
Weygandt, Paul D.
Kimmel, Donald E.
Kieso
في هذا الفيديو القصير يتحدث تيد كاسل عن تجربته في إدارة شركة راينو