الثلاثاء، 30 يونيو 2015

الموضوعية في المحاسبة ... الدلالة و الآثار

(سلسلة المقالات العلمية في المحاسبة) - المقالة رقم 1

الموضوعية في المحاسبة ... الدلالة و الآثار

مقـــــدمة :
حب الإنسان للمعرفة ، وسعيه من أجل تطوير حياته ، كان وراء بحثه لتوضيح الحقائق التي يلاحظها ، محاولا أن يعطي تفسيرا لما يحيط به من ظواهر ، وكان نتاج ذلك في نظريات ممثلة في أفكار معبرة لتوضيح العلاقات وبيان الأسباب والمسببات ، وتقديم الإجابات عن الأسئلة بطريقة منطقية تعتمد علي العلمية .
ومن ذلك يمكن القول أن النظرية عبارة عن أفكار منطقية مستمدة من الواقع يتم إعدادها بشكل علمي لتصبح منهجا ، يمكن في ضوءه تقديم التفسيرات وتقنين الممارسة العملية بشكل يتوافق مع أفكار النظرية .
وتختلف النظرية في العلوم الاجتماعية  عنها في العلوم الطبيعية ، حيث تكون النظرية في العلوم الطبيعية أكثر تحديدا واستقرارا ، وبالتالي فإن نتائجها أكثر تأكدا ودقة من النظرية في العلوم الاجتماعية ، والتي ترتبط بشكل أساسي بالجوانب السلوكية ، وتصرفات العامل البشري باعتباره المحدد الرئيسي والذي على أساسه يتم رصد الظواهر ، بغرض الاستنتاج و التحليل .
ومن هنا كانت صعوبة تكوين نظرية في العلوم الاجتماعية نظرا لتباين السلوك الإنساني ، واحتمال تغيره من فترة لأخرى . لذلك فإن النظريات في العلوم الاجتماعية مثل الاقتصاد والمحاسبة والاجتماع ، تعتمد على أفكار عمومية ومجردة ، بحيث تكون قابلة للتغيير والتطوير وفق المتغيرات المحيطة بها  ، كالثقافة ، والبيئة السياسية ، والمتغيرات الاقتصادية المختلفة ، والتطورات الاجتماعية والتكنولوجية .
وقد شهدت النظرية المحاسبية مراحل من التغيير والتطوير ، وذلك تبعا لتطور أهداف المحاسبة من فترة لأخرى  ، ولعل مفهوم الموضوعية من أكثر المفاهيم جدلا في الفكر المحاسبي ، فما الذي نقصده بالموضوعية في الفكر المحاسبي ؟ وهل هي فرض أم مبدأ ؟ وما هي الآثار المترتبة عنها ؟

ماهية الموضوعيــــة :
يمكن القول أن الموضوعية - بمفهومها العام -  تعني الصدق الأكيد من حلال وجود أدلة و براهين ، بحيث لا تتيح مجالا للشك والريبة ، وتمثل شرطا أساسيا في البحث العلمي لأنها تبعد صفة الشخصية عن البحث العلمي ، وتصبغه بالصفة العلمية .
أما الموضوعية في الفكر المحاسبي فقد اختلف المحاسبون حولها ، وفيما يلي بعض التعريفات للموضوعية : (1)
-    هي المقاييس غير الشخصية ، أي التي لا تتأثر بالاعتبارات و الأراء الشخصية . ويقصد بها هنا استقلالية الشخص الذي يقوم بعملية القياس أي بعده عن التحيز الشخصي .
-         هي المقاييس التي تستند علي أدلة يمكن التحقق منها .
ويؤكد هذا التعريف على الأدلة التي تتخذ أساسا للقياس أكثر من القياس نفسه ، فالأدلة تقدم الوسائل التي يمكن استخدامها للتحقق من القياس .
    -   هي المقاييس التي أقرها خبراء مؤهلون .
وفي هذه الحالة تكون المقاييس قد وضعت بمعرفة أخصائيين محايدين .
   -   هي المقاييس التي يؤدي استخدامها إلي نتائج واحدة قابلة للمقارنة .
فإتباع مبدأ أو معيار ثابت يؤدي إلي نتيجة معينة تكون قابلة للمقارنة بالنسبة للمشروع الواحد ، أو المشروعات المتماثلة .
ويري الكاتب أن الموضوعية هي الصفة التي تعطي البيانات و المعلومات الدلالات الآتية :
- دلالة أخلاقية : من خلال بعدها عن التحيز الشخصي ، والذاتية ، وتوخي النزاهة والصدق عند إعدادها .
- دلالة واقعية : عن طريق تقديمها لمعلومات تعكس الواقع بصدق .
- دلالة علمية : بحيث تكون معدة وفقا لطرق علمية ومنطقية مقبولة .
ومن الصعب جدا الوصول إلي الموضوعية الكاملة بدلالاتها السابقة ، إلا أنه يجب على المحاسب بذل العناية المهنية ، بغية الوصول إلي أعلى درجة ممكنة من درجات الموضوعية .
وتختلف موضوعية المعلومات المحاسبية ، ودقتها ، ودرجة الثقة فيها باختلاف الأغراض التي تهدف المعلومات إلي تحقيقها . فالمعلومات المحاسبية المعدة وفقا للتكلفة التاريخية تصلح لأغراض الضرائب ، إلا أنها قد تصبح مضللة إذا كانت ستقدم للمساهمين والمقرضين بغية اتخاذ القرارات .
هذا فيما يخص مفهوم الموضوعية في المحاسبة . والتساؤل الآن عن موقع الموضوعية في النظرية المحاسبية . هل هي مبدأ محاسبي أم فرض محاسبي ؟
وقبل الإجابة عن التساؤل فإن من الضروري التفريق بين الفروض والمبادئ المحاسبية على أساس أن " الفروض هي أفكار منطقية مستمدة من واقع المحاسبة والتي تشكل نوعا من القيود التي يجب على المحاسبة أن تسايرها ، وتتأثر بها ، وذلك لعدم القدرة علي تغييرها ، كما أن الفروض تعتبر الأساس الذي تبني عليه المبادئ المحاسبية ، أما المبادئ فهي عموميات تمثل أنماطا تدل على ما يجب أن يكون عليه التطبيق العملي " . (2)
وبالتأمل في مفهوم الموضوعية نجد أنها عبارة عن مفاهيم عمومية متعددة ، كما أنها قابلة للتغيير و التطوير ، وفقا لما يطرأ من مستجدات ، لذا فإن الكاتب يرى أنه من الأنسب اعتبار الموضوعية مبدأ من المبادئ المحاسبية وليست فرضا من الفروض المحاسبية .

آثـــــار الموضوعية :

أولا : الموضوعية و التكلفة التاريخية :
يقول H . Sweeny  : " إن نجاح الأعمال يتوقف على صدق التقارير ، وصدق التقارير يتوقف بصفة أساسية على صدق المحاسبة ، وصدق المحاسبة يتوقف إلي حد كبير على صدق الدولار (أي وحدة النقد) غير أن الدولار كاذب لأنه يقول شيئا ولكنه يعني شيئا أخر " . (3)
وفي حقيقة الأمر ، فإن وحدة النقد ليست كاذبة ، لأنها معيار للقيمة ، وليست مخزنا لها ، وهذا المعيار لا يتصف بالثبات نظرا لتأثره بالمتغيرات الاقتصادية .
والخلل هنا في افتراض ثبات القوة الشرائية لأنه افتراض غير واقعي ولا يمت إلي الموضوعية بصلة ، وربما كان الافتراض مقبولا نظرا للتغيرات الطفيفة في القوة الشرائية للنقود ، إلا أن المستجدات الأخيرة في طبيعة الحياة الاقتصادية ، والأوضاع الاقتصادية الراهنة أخذت تلقي بظلال من الشك حول مدى صحة البيانات والمعلومات المحاسبية في ظل مبدأ التكلفة التاريخية
وفي ظل تقلبات الأسعار أصبحت المعلومات المحاسبية مضللة ، حيث نجد أن القوائم المالية عبارة عن تجميع لعملات مختلفة في القوة الشرائية ، أي أنها فقدت صفة التجانس ، لأنها في الحقيقة ليست متساوية القيمة ، كما أن إمكانية المقارنة بين القوائم المالية في فترات متفاوتة ، والقوائم المالية للمشاريع المتماثلة والتي تختلف في تاريخ تأسيسها تعطي نتائج غير دقيقة ، وقد تؤدي إلي نتائج سيئة عند الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات ، بالإضافة إلي أنها تؤدي إلي أخطاء في تحديد الأرباح ، حيث تؤدي مثلا ألي المغالاة في تحديد أرباح الفترة محل القياس ، وبالتالي الإخلال بمفهوم المحافظة على رأس المال و ذلك بافتراض ارتفاع الأسعار . 
وبالتالي فإن الموضوعية في ظل التكلفة التاريخية هي موضوعية شكلية ، و يظهر ذلك من خلال اعتمادها على بيانات و معلومات موثقة ، ومؤكدة بأدلة و مستندات ، وأحداث تاريخية ماضية ، إلا أنها لا تعطي بشكل عادل صورة عن الواقع .
ومن هذا المنطلق ولزيادة الحاجة إلي معلومات محاسبية دقيقة وسليمة بحيث تكون أقرب إلي الواقع ، بدأت المحاسبة في البحث عن طرق أخرى يمكن في ظلها تحقيق أعلى قدر من الموضوعية .
وكان ظهور محاسبة القيمة الجارية والتي تقوم على تقييم الموجودات ، وتحديد الدخل باستخدام القيم الجارية في القياس المحاسبي ، مستندة في ذلك إلي المفهوم الاقتصادي للمحافظة على رأس المال سليما .
ويرى البعض أن هذه الطريقة هي الأكثر انسجاما مع الموضوعية في المحاسبة . (4)
غير أن الكاتب يري أن الموضوعية في ظل هذه الطريقة تعاني من شرخ كبير ، يتمثل في اعتمادها على حسن النية ، إذ كيف يمكن للوحدة الاقتصادية التحقق من صدق البيانات والمعلومات في ظل عدم وجود ما يؤيدها ويؤكدها ، وفي ذلك إخلال كبير بأهم وظائف المحاسبة من حيث كونها أداة من أدوات الرقابة ، كما أنها تتيح المجال الواسع لظهور التقديرات الشخصية ، وربما بعض التحيزات .   
كما أنها من حيث التطبيق تواجهها مشاكل متعددة ، فطريقة القيمة الحالية تحتاج إلي تنبؤات بالتدفقات النقدية ، واختيار معدل فائدة مناسب ، و قد لا يكون ذلك سهلا أو ميسورا بالنسبة لبعض الأصول أو الالتزامات .
كما أن طريقة صافي القيمة البيعية تتطلب استخدام الخبرة المهنية في التقدير في حالة عدم إمكانية الوصول إلي السعر السوقي ، أو صعوبة الوصول إليه ، أما طريقة التكلفة الاستبدالية فلا تتحقق إلا في شروط مثالية ممثلة في حرية البيع والشراء في السوق ، ووجود سوق للأصول المستعملة مثلا في مختلف مراحل إنتاجها .
ولمعالجة عيوب محاسبة التكلفة التاريخية ، ومحاسبة القيم الجارية ظهر اتجاه آخر من خلال تعديل بيانات ومعلومات التكلفة التاريخية ، بحيث تكون أقرب ما تكون إلي الواقع من خلال طريقة التكاليف التاريخية المعدلة ، أو المحاسبة عن التغيرات في المستويات العامة للأسعار ، حيث يتم التعامل مع مخرجات النظام المحاسبي في ظل التكلفة التاريخية ، كمدخلات لنظام جديد تعدل فيه القوائم المالية وفقا للتغيرات في القوة الشرائية من خلال الأرقام القياسية العامة للأسعار ، وذلك من أجل الوصول إلي وحدات نقدية لها قوة شرائية متجانسة .
ويرى الكاتب أن هذه الطريقة تمتاز بأفضلية من حيث الموضوعية عن الطريقتين السابقتين و ذلك للأتي :
1- تحتفظ بخصائص نظام التكلفة التاريخية لأنها تقوم على التسجيل التاريخي .
2- تكون الصورة قريبة من الواقع من خلال تعبيرها بوحدة نقدية متجانسة ، وإن كان الاختيار للرقم القياسي العام المستخدم يقلل من درجة الموضوعية نوعا ما إلا أن هذا الرقم يتم إعداده وفقا لدراسات علمية وبرعاية هيئات علمية و مهنية لها مصداقيتها و قبولها في الحياة الاقتصادية .

ثانيا : الموضوعية و مشاكل التقدير الشخصي :
تواجه المحاسب - أحيانا - بعض المشاكل المحاسبية ، و التي يلجأ إلي حلها باستخدام التقديرات الشخصية ، سواء كان ذلك بالاعتماد على خبراته المتراكمة أو بناء على تقديرات خبراء آخرين ومن هنا يظهر التساؤل التالي : هل تعبر الأرقام التي يتم إعدادها على أساس التقديرات الشخصية عن الحقائق دائما ؟
إن التعبير الحقيقي و الدقيق أمر صعب ، إن لم يكن مستحيلا في مثل هذه الأمور ، لذا فإن القوائم المالية يتم إعدادها لكي تكون عادلة بالدرجة الأولى ، أي أن المحاسب يجب عليه عند إعدادها توخي الحيطة ، وبذل العناية المهنية قدر الامكان .
لذا فإنه متي ما استطاع المحاسب إثبات أن قوائمه المالية أعدت بشكل عادل ، فإن ذلك يعفيه من مسؤولية الأخطاء التي قد تنتج عن مشاكل التقدير الشخصي .
واستخدام التقدير الشخصي في عمليتي التحديد و القياس تحكمه ظروف معينة تتمثل بالدرجة الأولى في عدم وجود وسائل موضوعية يمكن استخدامها ، وضوابط يجب الالتزام بها حيث أن المحاسب ملزم بالحجة المنطقية ، أو العلمية التي استند عليها عند استخدامه للتقديرات الشخصية ، وترتبط التقديرات بشكل رئيسي بخبرة المحاسب ، وتأهيله ، وتفكيره ، ونظرته للأمور ، ويجب على المحاسب هنا إحكام ضميره ، وعدم الانصياع إلي رغبات وأهواء الإدارة .
وتظهر مشاكل التقدير الشخصي في أمور متعددة ، مثل التفرقة بين المصروفات الايرادية والرأسمالية ، وتحديد العمر الإنتاجي للأصول ، وذلك لأغراض معرفة أقساط الاستهلاك ، وتحديد قيمة النفاية للأصول في نهاية عمرها الإنتاجي .
وتظل الموضوعية في هذا المجال غير واضحة المعالم ، وصعبة التحديد لأنها تعتمد بشكل رئيسي على الجانب الأخلاقي للمحاسب ، والبيئة التي تتم فيها المحاسبة ، ومدى حاجتها للمعلومات المحاسبية الصحيحة ، وتركيزها على عدالة القوائم المالية .

ثالثا : الموضـــوعية و تعدد البدائــل :
يظهر تعدد البدائل في المحاسبة من خلال وجود عدة طرق مقبولة و متعارف عليها وفقا للمبادئ المحاسبية ، وتهدف جميعها إلي عملية قياس أو تحديد لبند معين ، أو أسلوب يتم إتباعه ، غير أن كل طريقة من الطرق تعطي أرقاما مختلفة عن الطرق الأخرى و بالتالي نتائج مختلفة ، ومن ثم تحليلات مختلفة للوضع المالي .
وبالتالي فما الذي يدفع بهذه المؤسسة إلي إتباع طريقة معينة دون أخرى ؟
قد يعود ذلك إلي طبيعة النشاط ، أو طبيعة البيئة الاقتصادية التي تعمل فيها المؤسسة ، أو وفقا لتشريعات معينة في البلد الذي تمارس به المؤسسة نشاطها ، بالإضافة إلي أنه لكل بديل مزاياه وعيوبه وظروفه التي يفضل فيها تطبيقه .
و تجدر الإشارة إلي أن التغيير من طريقة إلي أخري يثير نوعا من الشك في بيانات المؤسسة ، لذا يجب بيان ذلك ، وتقديم المبررات الموجبة لتغيير الطريقة ، بحيث يقتنع مستخدم المعلومة بأن المؤسسة لا تهدف من وراء ذلك إلي إخفاء عجزها أو فشلها في تحقيق أهدافها .
ويظهر تعدد البدائل في الطرق المختلفة لاحتساب أقساط الاستهلاك ( طريقة القسط الثابت - طرق القسط المتناقص  . . . وغيرها ) وطرق تحديد المخزون ( طريقة الوارد أولا  صادر أولا  -  طرق المتوسطات . . . وغيرها ) وطرق ترجمة القوائم المالية ( طريقة البنود المتداولة و غير المتداولة - الطريقة الزمنية - طريقة المعدل الجاري - طريقة البنود النقدية و غير النقدية ) ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر .
وتتطلب الموضوعية اختيار أفضل البدائل ، والتي تجعل البيانات و المعلومات الواردة بالقوائم المالية ، أقرب ما تكون للواقع ، كأن تختار المؤسسة مثلا طرق الاستهلاك المتناقص للأصول التي تتميز بالتقادم التكنولوجي ، أو تستخدم طريقة الوارد أخيرا صادر أولا لكي يتم تحديد تكلفة البضاعة المباعة بالأسعار الجارية .
وتبقي الموضوعية هنا مرتبطة بالمحاسب أولا ، و بالتشريعات المنظمة للمهنة و طبيعة النشاط ثانيا .

الخلاصــــــــــة
تنبع أهمية الموضوعية من كونها بمثابة العمود الفقري لنظم المعلومات المحاسبية الذي يتم على أساسه تحديد خصائص المعلومات المحاسبية و طبيعتها و نوعها و أهميتها .
فلا يمكن - بأي حال من الأحوال - الاعتماد علي معلومات محاسبية تفتقر إلي صفة الموضوعية ، لأن فقدان هذه الصفة يعني فقدان الثقة في صحة المعلومات ، ومن هنا كان هذا الموضوع مثار جدل في الفكر المحاسبي ، و قد اختلفت الآراء في ذلك ، و تعددت الأساليب ، إلا أنها تهدف جميعها بشكل أساسي لتحقيق أهداف موحدة تمثلت في :
1- التعبير بشكل واقعي وسليم .
2- البعد قدر الامكان عن التحيز والتقديرات الشخصية .
3- استخدام طرق علمية وعملية مناسبة قدر الامكان .
وإن اختلفت الآراء عن بعضها ، فما هذا الاختلاف إلا في تغليب هدف على حساب هدف آخر .
وفي حقيقة الأمر فإن الخطأ و الصواب في مثل هذا الموضوع هو أمر نسبي إلي حد كبير ، ويعود إلي الظروف التي يتم فيها ممارسة النشاط ، سواء كان ذلك ممثلا في البيئة الاقتصادية ، أو التشريعات القانونية ، وغيرها من الظروف الأخرى المتعلقة بالنشاط ، كما يرجع إلي تطور مهنة المحاسبة والمراجعة و التي ترتبط بشكل أساسي بتطور النشاط الاقتصادي .
وتظل الموضوعية مفهوما يرتبط تحديده بفكر المحاسب ، وتطوره ، وتأهيله العلمي والعملي وخبرته ، والظروف المحيطة به أثناء أداءه لعمله .

----------------------------------------------    

الهوامـــــش :
1- خيرت ضيف ، أحمد بسيوني شحاته ، فصول في تطور الفكر المحاسبي ( بيروت . دار النهضة العربية . 1985 ) ص 60-61 .
2- حلمي نمر ، " نحو نظرية للمحاسبة و مجال تطبيقها " مجلة المحاسبة و الإدارة و التأمين للبحوث العلمية   ( القاهرة . كلية التجارة  . العدد 9 /1967 )  ص 16.
3- محمود السيد الناغي ، دراسات في نظرية المحاسبة  ( المنصورة . مكتبة الجلاء الجديد . 1992 )  ص 138 .
4- راجع في ذلك :
مأمون حمدان ، حسين القاضي ، نظرية المحاسبة  ( دمشق . جامعة دمشق . 1995 ) ص 316